اشتهرت منطقة جعلان منذ القدم بصناعة وتصدير الفحم النباتي، حيث يظهر أثر البيئة المباشر في الممارسات الاقتصادية لأي سكان، فكما ذكرنا سابقا أن منطقة جعلان تكثر فيها الغابات الكثيفة من أشجار الغاف والسمر فكان لابد من سكان هذه المنطقة استغلال هذه الأشجار اقتصاديا إلى جانب المنفعة الشخصية، وهذا في الاعتقاد سبب وجيه لوجود صناعة الفحم النباتي في هذه المنطقة.
ونلاحظ أنه باختلاف أنواع الأشجار تختلف أنواع الفحم النباتي المستخرج منها من حيث الجودة والقيمة ، وأهم الأشجار التي يستخرج منها الفحم النباتي هي أشجار الغاف والسمر بالإضافة إلى أشجار السدر Ziziphus Spirq – christi ، والقـــرط ولكن بقلة وندره .
ونجد أن الفحم النباتي المستخرج من أشجار السمر ( السنط ) Acacia tortilis هو المفضل والمرغوب فيه خصوصا لدى الصاغة والحدادين بسبب اختزانه للحرارة ولأنه لا يخمد بسرعة ولا يخلف دخان، وبالتالي فهو أفضل من الفحم النباتي المستخرج من أشجار الغاف الذي تقل جودته وقيمته عن الأول، حيث أن الغاف سريع الاشتعال وبالتالي يفقد حرارته بسرعة ويخمد بسرعة ويخلف شيء من الدخان.
وبما أن الفحم النباتي كان وما زال مصدر رزق لمجوعة من السكان في هذه المنطقة، فقد أختلف التعامل مع هذه الأشجار تدريجيا خصوصا مع تطور وسائل النقل الحديثة وما تبعه من عدم احترام لهذه الأشجار.
ونلاحظ أن للفحم النباتي دور كبير في مجالات الاستخدام اليومية في منطقة جعلان قديما وحديثا، وإن قّل في الوقت الراهن بسبب منافسة مصادر طاقة جديدة بجودة عالية وجهد أقل.
وتتميز صناعة الفحم النباتي في منطقة جعلان بأنها صناعة تقليدية إلى الآن، لم يحدث لها أي تطور يذكر، وليس هناك أي دور لوسائل التكنولوجيا الحديثة في هذه الصناعة مثل المناشير الكهربائية وآلات القطع السريع، وذلك لعدة أسباب حضارية، وكان التطور الوحيد في هذه الصناعة هو التطور في وسائل النقل، حيث كان في القديم استعمال الحيوانات في النقل مثل الجمال والحمير، أما الآن فاستخدام السيارات، ولكن بالرغم من هذا التطور في وسائل النقل نجد أن بعض الحطابين الفقراء ما زالوا يستخدمون وسائل النقل القديمة مثل الحمير.
____________________________
إعداد / جهة الإشراف على الموقع