
هناك رحلتين للاحتطاب، رحلة طويلة ورحلة قصيرة، وتكون رحلات الاحتطاب في أغلب الأحيان بشكل فردي وفي أحايين قليلة تكون شراكة بين مجموعة من الناس.
فعندما تكون رحلة الاحتطاب طويلة إلى مناطق بعيدة فهي بذلك تستمر من يومين إلى ثلاث أيام، وتشتمل على الاحتطاب وتصنيع الفحم النباتي في نفس الموقع والعمل على تسويقه إلى الأسواق الخارجية مثل صور والمناطق الساحلية بواسطة الجمال والحمير. أما إذا كانت رحلة الاحتطاب قصيرة فهي الخروج لمدة لا تتجاوز خمس ساعات إلى منطقة قريبة للاحتطاب وتصنيع الفحم النباتي ثم دفنه والرجوع إليه في اليوم التالي أو بعد أربع وعشرين ساعة بعد دفنه ومن ثم حمله وتخزينه أو بيعه.
وبكل اختصار تتم عملية الاحتطاب بالخروج إلى مناطق تجمع الأشجار مع أدوات الاحتطاب والطعام والماء، ومن ثم البحث والمعاينة للأشجار الجافة، فإذا كانت الحاجة إلى فحم كثير يتم اختيار الأشجار الكبيرة ويتم حفرها من الأسفل وتقطيع جذورها بواسطة الهيب إلى أن تسقط بأكملها في الأرض، ومن ثم العمل على تقطيعها إلى قطع صغيرة يتراوح طولها من 2 – 4 أمتار بواسطة الفأس، ومن ثم تجميع هذه القطع في أكوام في أرض رملية حيث يتم حرقها. أما إذا كانت الحاجة إلى فحم قليل فإنه يتم تقطيع الأفرع الكبيرة من الأشجار اليابسة ومن ثم جمعها فحرقها.
وللاحتطاب مجالات استفادة أخرى غير تصنيع الفحم النباتي مثل استخدام الأخشاب لأغراض الطهي والبناء. ويفضل الحطّاب الاحتطاب من الأشجار الكبيرة لغرض تصنيع الفحم النباتي، أما لأغراض الطهي فتستعمل الأشجار والأفرع الصغيرة.
وليس هناك صعوبات تذكر أثناء عمليات الاحتطاب سواء أوقات ما تهب الرياح الشديدة وتنزل الأمطار الغزيرة. وفي بعض الأحيان الخوف من بعض الحيوانات المتوحشة مثل الذئاب. كذلك ليست هناك مواسم معينة للخروج إلى الاحتطاب، ولكن في أوقات الأعياد وخصوصا عيد الأضحى المبارك يزداد نشاط الاحتطاب، وذلك لحاجة الناس في هذه الأوقات للأخشاب في أغراض طهي وشواء اللحوم.
ونستنتج أن الاحتطاب في الصيف يكون لغاية استعمال الخشب في أغراض الطهي واستعمالات أخرى أما في الشتاء فيكون الاحتطاب لغاية استعمال الخشب في تصنيع الفحم النباتي.
وهناك أدوات لابد من استخدامها أثناء رحلة الاحتطاب ويستعين بها الحطاب في أغراض متعددة وهي:
1- فأس لتقطيع الأخشاب ( خصين ).
2- أداة لحفر الشجرة من الأسفل وتقطيع جذورها ( هيب ).
3- قطعة من الخشب طويلة من نفس الشجرة لإزالة وجمع الجمر أثناء عملية تصنيع الفحم النباتي ( مهيال ).
4- جوال لتخزين الفحم النباتي.
5- عيدان ثقاب لإشعال النار في الأخشاب.
6- ملقف ( عبارة عن عصا طويلة من عسق النخيل الجاف في طرفها العلوي أداة حديدية معوجة ربطت فيها ووظيفتها تناول الأغصان من أعلى الشجرة ( محيان).
7- حبال مصنوعة من سعف النخيل لتوثيق وربط الجوال المملوء بالفحم النباتي.
8- مسلة لخياطة الجوال.
9- المسن وهي آلة لسن الفأس ليكون حادا.
وباستطلاع أحد المواطنين تبين أنه توجد مباني صغيرة من الأحجار شبيهة بالأبراج يبلغ ارتفاعها حوالي متر واحد، تستخدما كمحطات للاستراحة حيث يتم وضع الأخشاب في أعلاها ومن ثم الاستراحة وبعد ذلك سهولة حملها من هذه المباني الدائرية الصغيرة.
____________________________
إعداد / جهة الإشراف على الموقع