ختان الأولاد وهم لا يزالون في مقتبل أول سنوات العمر سنة إسلامية واجبه و
عادة حميدة درج عليها العرب والمسلمون دائماً ، وفي الختان تطهير للذكور بما
يشتمل عليه الهدف من ذلك من آمال في حياة أسرية متماسكة وذرية صحية صالحه . و
يسمى الختان (بالتطهير أو القرن) ويتم تقليديا من قبل شخص يقوم بعملية الختان
يطلق عليه تسميات منها ( المطوع ) ويكون المختون في الماضي صغير السن وعمره
قد تجاوز بضع سنوات يمكنه معها تحمل الألم الشديد الناتج عن الختان الذي
سيتعرض له دون تخدير أو علاج طبي حديث متعارف عليه، ويتطلب من المختون أن
يتجلد بالصبر بوضوح تام وان لا تظهر عليه أي علامات الخوف والصياح رغم كل ما
قد يحس به فعلا من آلام حقيقية مبرحه، وكانت العادات التقليدية للختان أن يتم
الاستعداد المبكر له من قبل أهالي المختون بأسبوع من الزمان على الأقل حيث
يجب أن تقام للمختون احتفالات وتدق له الطبول وتنشد ألاغاني الشعبية و يرقص
الحضور رقصات الرزحة، ويقام لهذه المناسبة سباق الخيل ( ركض عرضه).
وتجري عملية الختان قبل طلوع شمس الصباح الباكر أي بعد صلاة الفجر مباشرة في
مكان معين بحضور العديد من الناس وبالأخص والد المختون وإخوته و رفاقه
وأقرباءه، وتذبح الذبائح للولائم التي تقام بمناسبة سلامة المختون وتحمله
برجولة وصبر لآلام الختان، وبعد الختان يلف وسطه بإزار فضفاض ويلبس قيمصاً
ويقوم للذهاب لمقر إقامته راكبا على الخيل أو دابة يقودها أمام الحضور علامة
على قوه التحمل و الفروسية والشجاعة.
ويمكث المختون في فراشه مدة أسبوع كامل ولا يخرج خلال أيامه من غرفه نومه
ويكون طعامه خلال هذه الفترة اللحم والدجاج والخبز المحلي والعسل واللبن وغير
ذلك من الأكلات الشعبية العمانية الخاصة.
ويزور المختون أهله وأقاربه ويعطيه كل منهم مبلغاً من المال كتعبير عن
التعاون و التكاتف والصداقة والتقدير. و خلال مدة بقاء المختون في فراشه يمنع
أن تدخل عليه المرأة الحائض أو الجنب أو المتعطرة والمتزينة وبالأخص ممن هن
من غير أهله.
ويكون عادة رد فعل المختون على عملية الختان التي يتعرض لها مثار حديث أهالي
ضاحيته والشباب منهم بصورة خاصة، وكلما كان المختون صبوراً و قوي العزيمة
والشكيمة ولم يظهر عليه الخوف والألم من حادثه الختان التي تعرض لها كلما كان
في نظر الآخرين من حوله شجاعاً و رجلاً قوياً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب العادات العمانية لمؤلفه سعود بن سالم العنسي مع إجراء بعض الإضافات.