حصن أولاد وهيل وأولاد العبد
نبذه تاريخية وجغرافية
بنى هذا الحصن أولاد وهيل وأبناء عمهم أولاد العبد من قبيلة المشايخ وغيرهم من القبائل بتمويل من جميع عشائر بني بوحسن مع بدايات القرن العشرين .
يقع هذا الحصن في منطقة حصن المشايخ إلى الجهة الجنوبية الشرقية من الولاية وبني على منطقة مرتفعة عن المباني السكنية المحيطة، وأعطى هذا الموقع الاستراتيجي للحصن متانة ومنعة، حيث يمكن كشف العدو والغزاة إلى مسافات بعيدة وأمن لساكنيه الاستمتاع بالهواء العليل وتوفر الإضاءة الكافية للوحدات السكنية التي تشتمل عليه.
الوصف المعماري
تبلغ المساحة الإجمالية لهذا الحصن 3387.5 متر مربع، وبني من الطين المحروق والمدر عدا البرج الذي يتوسطه فقد تم بناءه بأحجار الوادي والجص .
ويتكون هذا الحصن من خمس عناصر معمارية هي كالتالي :-
أ- أسوار الحصن
الحصن مستطيل الشكل، حيث يصل قياس المسافة من السور الغربي إلى السور الشرقي 62.5م ، ومن السور الجنوبي إلى السور الشمالي 54.20م، ويتضح أن الزمن وعوامل التعرية أثرا كثيراً على أسوار الحصن حيث يلاحظ تهدمها واندثارها بشكل كبير عما كانت عليه في السابق، ولكن رغم ذلك ما زالت بالنسبة للشكل العام محتفظة بجمالها وأناقتها وأغلبها مكتمل في إحاطتها للحصن من الجهات الأربعة، واستطعنا قياس ارتفاع أعلى نقطة لهذه الأسوار إلى حوالي 2.50م .
ب- البرج الوسطي
يتوسط البرج الحصن، وهو أقرب لأن يكون برج للمراقبة من كونه برج للسكن، فهو بسيط في تكوينه المعماري، وهو عبارة عن مبنى مستدير الشكل بني بالحجارة والجص ويبلغ ارتفاعه حوالي 11.50م وسمك جدرانه حوالي 70سم ( حيث أمكن قياس سمك الجدران تقديرياً من خلال إحدى الفتحات، وهذا السمك المتين للجدران يشير إلى الإعتقاد بعدم ردم هذا البناء من الداخل لتقويته مثل بقية الابراج الأخرى التي في الولاية ).
ومن خلال الشكل الخارجي للبرج يتضح وجود أربع طبقات يفصل بين الطبقة والأخرى صفوف من الالواح الحجرية نفذت بطريقة رائعة تلف جسم المبنى بأكمله .
فجاء بناء الطبقة الأولى مصمتاً وخاليا من أي عناصر معمارية خلا بعض الأحجار البارزة التي تلف بدنه وتستخدم للصعود والنزول من وإلى داخل البرج، أما الطبقة الثانية فيلفها فتحات مستطيلة إلى أعلى وفتحات أخرى دائرية تستخدم لرمي الغزاة، وكذلك يلف بدنه 4 فتحات كبيرة تكفي لدخول رجل، ثلاث منها تلف بدن البرج في الجهات الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية والشرقية الشمالية على التوالي ، جاءت كلها بنفس الشكل وبنفس المقاسات، وتشاهد من الخارج على شكل فتحات معقودة واسعة وتستدق إلى الداخل لتكون على شكل مربع، وهذا التصميم المعماري له أبعاده الدفاعية حيث يستطيع من في الداخل مراقبة مساحة واسعة من الحصن ، وإعطاء احتمالية تعرضه للخطر من الغازي نسبة ضئيلة بإعتباره يمتلك في هذه الحالة مجال أكبر في النظر من العدو خارج الحصن أو داخله ، وكذلك إعطاء فوهات المدافع والبنادق مجال أكبر للتصويب في عدة اتجاهات . أما الفتحة التي في الجهة الشمالية الغربية جاءت مختلفة عن الفتحات الأخرى حيث صممت على شكل مستطيـــل 80سم ارتفاع × 50سم عرض، وأعتقد بأنها هي المنفذ للدخول والخروج من البرج عند تناوب الحراسة، أو تعرض أهل الحصن للاعتداء وهروبهم إلى داخله .
وبالنسبة إلى الطبقة الثالثة فيلف بدنها أيضا فتحات مستطيلة واقفة وفتحات أخرى دائرية الشكل وصغيرة تستخدم كمرامي .
أما الطبقة الرابعة يلفها أيضا مرامي مستطيلة الشكل وفتحات دائرية ويعلوها دروة زودت بشرافات مثلثة الشكل يصل عددها إلى 22 شرافة .
جـ- بوابة الحصن
تقع بوابة الحصن في السور الشمالي للحصن، وهي مربعة الأضلاع ، وبناءها عبارة عن مدخل يشتمل على باب خشبي لم يعد موجوداً ، ومقاسات المدخل 2.25م ارتفاع × 1.30 م عرض ، وسمك جدرانه 60سم ، ونفذت في أسفله فتحة لغرض تسريب المياه .
وكان لتهدم أجزاء كبيرة من البوابة وجود صعوبة في الحصول على أطوالها ومقاساتها، ولكن يقدّر ارتفاع البوابة من خلال الأجزاء الباقية منها بـ 4.50م ، وعرضها بـ 4 متر، وسقفت بجذوع النخيل. ويمتد من يمين البوابة إلى داخل الحصن جدار لمسافة 2.50م يعتبر ساتراً ويعطي خصوصية لمن يسكنون في الوحدات السكنية من نساء وغيرهم .
د – الأبراج
يشتمل الحصن على برجين دائريين للمراقبة يقع أحدهما في الركن الجنوبي الغربي والآخر في الركن الجنوبي
الشرقي يتم الدخول إليهما عبر أبواب من داخل الحصن ، وترتفع المعالم البارزة من البرجين إلى حوالي 4 أمتار،
ويلاحظ بأن ثلثي بدنهما خارجين عن السور . وكان اختيار بناء هاذين البرجين في هاذين الموقعين والاتجاهين لغرض حماية المنطقة المكشوفة من هذه الجهات وبالتالي المراقبة من بعيد قبل وصول أي معتدي. ونلاحظ أن هناك جدارا نفذ أمام البرج الذي يقع في الركن الجنوبي الغربي ويعتبر ساتراً ويعطي خصوصية للنساء الموجودات في الحصن،حيث يستطيع أفراد الحراسة صعود البرج بدون انكشاف الوحدات السكنية .
و- الوحدات السكنية
جاء بناء الوحدات السكنية في الاتجاه المعاكس لبناء البرجين حيث نفذت في الجهة الشمالية وذلك لتوفر عنصر الأمان، حيث لا عدو يتوقع أن يداهم الحصن من هذه الجهة بسبب كون البلدة وقبائل بني بو حسن كلها إلى الشمال من الحصن .
ولكن هناك عدد اثنتين من الوحدات الوظيفية ( مخازن ) نفذتا في الاتجاه الشرقي والاتجاه الغربي تستخدم لأغراض التخزين، ويميز جميع هذه الوحدات التي يصل عددها إلى تسعة أنها كلها نفذت بدون تصميم نوافذ لها ، ويتم الدخول إليها بواسطة أبواب توفر لها عنصري التهوية والإضاءة، وما يميزها كذلك أن جدرانها الخلفية كانت امتداد لسور الحصن ، ولتهدم أغلبها لم نستطيع أخذ مقاساتها وأطوالها .