نبذة تاريخية
تعتبر مدخل منطقة جعلان القديمة من جهة الشمال ، حيث ينطلق من جنباتها السور الكبير الذي يمتد شرقا وغربا ، بناها أستاذ المعمار المشهور سالم بن حمد الحارثي بأمر من الشيخ محمد بن زاهر الهنائي والي الولاية آنذاك قبل حوالي ستون عاماً من الآن.
يقوم بأعمال حراستها عساكراً شداد متمرسين على القتال يتناوبون على فترتيين صباحية ومسائية ، تغلق مصاريع أبوابها بعد صلاة المغرب ولا يتم فتحها إلا عند الصباح الباكر .
وتعتبر هذه البوابة الأشهر على الأطلاق وذلك لإرتفاعها الكبير ومناعتها وصلابتها وما يكتنفها من عناصر دفاعية وجمالية ذات طابع معماري فريد. كما نجد أن هذه البوابة أقرب إلى أن تكون برج دفاعي قام المعماري بإستغلال التركيب الإنشائي لبنائها لتؤدي وظيفتين كمدخل للولاية وكموقع للحراسة والمراقبة .
الوصف المعماري للبوابة
مربعة الأضلاع ، نفذ بناءها بالجص والحجر وطليت جدرانها بطبقة جصية ، ودهن الجزء العلوي منها بنورة الجص البيضاء على الواجهة الجنوبية فقط ، يصل أرتفاعها إلى حوالي 13 متر ، وتبلغ مساحتها 16,5 × 16 ,5 م ، وسمك جدرانها يصل إلى مترا واحدا ، والناظر إليها من الخارج يلاحظ بأنها تتكون من ثلاث طبقات يفصل بين كل منها مداميك حجرية مهذبه صفت على كل الأضلاع بطريقة جعلت منها عنصراً بناياً وجمالياً في نفس الوقت ، ونفذ أسفل هذه المداميك في أعلى الطبقتين السفلية والوسطى مرامي مثلثة الشكل مائلة إلى الأسفل يتم من خلالها إطلاق النار في حالة وجود أعداء محاصرين للبوابة . ونجد أن بها العديد من العناصر الدفاعية الأخرى مثل فتحات المدافع المعقودة وهي موزعة بواقع فتحة واحدة في كل أعلى واجهة من واجهات البوابة الأربع ، وأيضا نجد فتحات المرامي الصغيرة التي يبلغ قطرها 5 سم موزعة على كل الواجهات ، ونفذت بطريقة جمالية في نفس الوقت حيث أنها جاءت في الطبقة الوسطى على صفين متوازيين على شكل تموجات ، وكذلك في الطبقة العلوية .
ويتم الدخول إلى الدور الثاني من البوابة بواسطة فتحة طولية مستطيلة الشكل توجد في الطبقة الثانية من الواجهة الجنوبية إلى داخل المدينة، وأيضاً عند نهاية إرتفاع الطبقة الوسطى في الواجهة الشمالية إثنين من المرازيب لتصريف المياه من أعلى سطح البوابة .
وتنتهي البوابة في الأعلى بدورة زودت بشرفات ( قرون ) يصل عددها إلى ( 23 ) نفذت جميعها بالاحجار والجص، وجميعها على نفس الارتفاع ما عدا أربع اللاتي يقعن على الأركان حيث جئن أكثر أرتفاعاً وسماكة عن مثيلاتهن .
للبوابة مدخلين معقودين لهما نفس الارتفاع ( 30,4م ) لكن عرض كل منهما يتفاوت عن الآخر فالذي في الواجهة الجنوبية عرضه (90,1 م ) وبدون أن يجعل له باب لأنه إلى داخل المدينة ولا يحتاج إلى ذلك ، أما المدخل الذي في الواجهة الشمالية فهو الأعرض ( 36,2م ) وبه نفذ الباب الذي لم يبقى له أثر الآن ، وفي أعلاه نفذ مصب لإسقاط الزيت والماء الحار والأحجار على العدو .
وما بين المدخلين من الداخل بني على الجانبين الشرقي والغربي مصطبتين تستخدم لجلوس الحراس وعامة الناس .
وقد أستغل المعماري الذكي عنصرإنشائي يضيف للبوابة لمسة جمالية وله في نفس الوقت طابع دفاعي وهو تنفيذ بناء بارز معقود ، يكتنف المدخل الأمامي كإطار يرتفع إلى أعلى وينتهي بشرفات جميعها تلاصق الجدار الرئيسي ، وما بينهما نفذت فتحة إسقاط الزيت وماء الحار والحجر التي تحدثنا عنها عاليا .