لم تخلو أي حارة في جعلان القديمة من وجود أكثر من مسجد بها ، فالتجمعات السكانية مرتبطة بشكل أساسى بهذه المؤسسة الدينية التى كانت الى جانب وظيفتها الدينية مركزا لبحث الشؤون السياسية والإجتماعية والإقتصادية والتعليمية . كما أن هذه المساجد لم يرتبط بناءها بالحارات فقط وإنما انتشرت حتى فى المناطق النائية حيث التجمعات السكنية البسيطة ، عوضا عن أنها لم تنشأ بمعزل عن المنشآت الدفاعية التحصينية حيث لم يخلو أى حصن كبير من بناء مسجد بداخله .
أما صلاة الجمعة فكانت تؤدى فى المسجد الكبير بحارة السوق ” مسجد الإمام عزان بن قيس ” والذي يسمى بجامع السوق والذى بنى على تلة مرتفعة من الحجر والجص ، وكان الناس يأتون فى الصباح الباكر من كل حدب وصوب للتسوق والشراء من سوق جعلان القديم وعندما يحين وقت الصلاة تجدهم يتركون التسوق ويذهبون للجامع القريب المذكور أعلاه لآداء الصلاة الواجبة ثم الرجوع مرة أخرى إلى السوق .
ويجدر بنا هنا أن نشير إلى أشهر وأهم المساجد القديمة فى جعلان والتى منها مسجد المقام ومسجد شيخة بنت سعيد ومسجد حميد بن راشد ومسجد أولاد حمد في قرية المنجرد ، ومسجد أولاد الرفعة في منطقة السيح الشرقي ، ومسجد ماجد بن على في قرية الفوحة ، ومسجد بنى جابر في قرية المحيول ، ومسجد هلال بن سعيد في قرية الغنيمية ، ومسجد العبد بن ناصر ومسجد الصواويع ومسجد الصوبارة فى حارة السوق ، ومسجد أولاد وهيل في منطقة حصن المشايخ ، ومسجد المنيجلة بحارة المنيجلة ، ومسجد الخويسة بمنطقة الخويسة ، وغيرها من المساجد المشهورة التي يصل عددها الى أكثر من ستون مسجدا ، وجميعها توجه باتجاه نجم الجاه .
ويختلف بناء هذه المساجد من حيث تباين الأشكال والتخطيط والمساحة والحجم ومواد البناء فمنها الكبير ومنها المتوسط ومنها ما بنى بالطين ومنها ما بنى بالحجر والجص ومنها ما نفذ على جدرانها الكثير من الزخارف ومنها بدون ذلك ، ولكن إذا أخذنا مثال على تخطيط الأغلب منها نجد أنها عبارة عن بناء مربع الشكل يتم الدخول اليه بواسطة مدخل واحد أو مدخلين ويشتمل على بئر في ساحته الأمامية أو في الخارج بقرب أماكن الوضوء ، وصحن مكشوف ثم ساحة مسقوفة للصلاة بداخلها محراب مكونه من عقود مقوسه تحملها أعمدة قصيرة مخروطية الشكل ، وعلى جانبى المحراب نفذت أبواب للدخول الى الساحة الداخلية الكبيرة للمسجد التى يحمل سقفها مجموعة من الأعمدة وبداخلها المحراب الرئيسى الغائر الى الداخل ، كما تشتمل جدرانه على فتحات صغيرة من الأعلى للتهوية والإضاءة ، ونوافذ كبيرة على الجدران الشمالية والجنوبية .
من جهة أخرى ارتبطت الحارات بمصليات الأعياد ، وهى ساحات مفتوحة اتخذها الأهالى لذلك ، وفى هذا العهد الزاهر سورت مجموعة من هذه المصليات التى أشهرها المصلى الرئيسى للولاية على حافة الوادى بالقرب من سوق الولاية الجديد الذي يتسع لأكثر من عشرين ألف مصلي