إن العشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة لها مكانة خاصة في نفوس الناس
بجعلان، حيث أنه منذ بداية الإعلان عن دخول هذا الشهر تنطلق في كل حارة من
الحواري مسيرات التسبيح والتهليل والتكبير فتتشكل المجموعات الكبيرة من
الأولاد إلى سن الخامسة عشرة، وعادة ما يتقدمهم في ذلك أكبرهم أو أكثرهم علما
بيده عصا فيطوفوا الطرقات بعد صلاة العشاء لمدة ساعة ونصف أو ساعتين أو أكثر.
وطريقة التسبيح تتم بأن الشخص الذي يتقدم المجموعة يلقي بصوت عالي بعض مفردات
التسبيح والآخرون يرددون من خلفه وإذا ما تعب يحل محله آخر.
والكلمات المستخدمة كالتالي:
القائد: سبحان الله لا إله إلا الله
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله محمد يا رسول الله
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله محمد زين وذكره زين
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله ولد في ليلة الاثنين
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله ولد فيها حسن وحسين
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله هذا يوم كبير
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله فيه تهليل وفيه تكبير
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله خطّفنا على المسجد
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله لقينا الملائكة تسجد
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله خطّفنا على المغسله
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله لقينا الملائكة تغسل
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله من السدر ونفته
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله من الكفن وحزته
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله من القبر وضبته
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله حادي من عرفات موسى( ثاني، ثالث،
رابع إلى عاشر.. يكرر كل يوم على حده)
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله يا صغيرين رفعوا الصوت
المجموعة: سبحان الله واكبر لله الحمد
القائد: سبحان الله رفعوا الصوت قبل الموت
وتتوج الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة بيوم عرفه حيث يستعد الناس لهذا
اليوم استعدادا كبيرا بالتقرب إلى المولى جلت قدرته بالقربات والصدقات
والتسامح والعفو والغفران، فمنهم من يشتري الأقمشة لخياطتها وتوزيعها على
الأطفال والنساء والرجال حتى يتم لبسها في عيد الأضحى، ومنهم من يتصدق بالتمر
أو بالأرز أو بالملح أو بالبرّ ( الشعير ) أو بالمبالغ النقدية، وهؤلاء الذين
يتصدقون يخرجون أمام أبواب منازلهم أو يتجمعون في مكان مفتوح وفسيح، فتجد
الناس يذهبون يمينا وشمالا وتكون الحركة غير عادية والطرقات مزدحمة بالناس
والحيوانات التي تحمل البضائع المراد التصدق بها وهكذا يستمر الحال حتى قرب
صلاة الظهر.
عليه فإن هذا اليوم يمثل في حياة الإنسان الجعلاني المسلم المحافظ المتمسك
بدينه الشيء الكثير، فبالإضافة إلى اتصافه بالروحانية والنفحات الإيمانية
العطرة تجد الناس يجددون التعاطف والتعاضد فيما بينهم، فالمسئ إلى غيره يرجع
لطلب المسامحة، والغني يحسن إلى الفقير، وتجد الناس في حركة دؤوبة يستعدون
لاستقبال أول أيام عيد الأضحى المبارك بإجراء الترتيبات والتجهيزات اللازمة،
كما أن اغلب الرجال والنساء لا يفوتون فرحة صيام هذا اليوم المبارك.
ولعل أهم العادات الطيبة التي يرثها الأبناء عن الآباء عن الأجداد والتي
مازال الناس متمسكون بها إلى اليوم اتخاذهم من يوم عرفه فرحة للحل والبراءة
فيما بينهم، بمعنى أن يلتقي الأقارب والجيران والأصدقاء ليطلب كل واحد منهم
من الآخر الحل و البريان بان يقول له (بريان العرفه أو بريان العيد) أي
سامحني ولا يكن في نفسك شيء عليّ، فيقول له الآخر ( الله يحلك و يبريك) أي
الله المسامح مجازاً وهي الدلالة على الرضا والقبول وزوال الأحقاد والضغائن
من القلوب في هذا اليوم المبارك.
كما أن هذا اليوم يشكل فرصه للأولاد ذكوراً وإناثا حتى سن الخامسة عشرة لجمع
اكبر قدر من المال والأقمشة والأطعمة حيث جرت العادة أن يستيقظ هؤلاء الأولاد
عند الساعات الأولى من الصباح ( قبل أذان الفجر بقليل) فيشكلون مجموعات وفرق
ويذهبون لطرق أبواب البيوت لتحصيل الصدقات من أصحابها وعندما يطرقون الأبواب
يقولون ( نبى عرفه) أي نريد صدقه يوم عرفه، فتوزع عليهم العملات المعدنية
قديماً (غازي) والعملات الورقية في الوقت الحالي بالإضافة إلى الأقمشة
والأرز.
فبحق تجد هذا اليوم متفردا ومنفردا عن غيره من الأيام من جميع النواحي،
فالبسمة والسعادة والفرح والسرور ترتسم في وجوه الناس الذين يلهجون بالتهليل
والتكبير والحمد والثناء للمولى جلت قدرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– إعداد / جهة الإشراف على الموقع + ناصر بن عبدالله الشكيلي