الحية والبيدار
كان هناك فلاح يذهب إلى مزرعته في كل يوم ليفلح ويطعم ثوره، وذات مرة رأى حية ترتجف من البرد وتطلب منه أن يحميها من لسعاته. فاستجاب الفلاح لطلبها ووضعها في جيبه كي تدفأ من البرد و باشر عمله حتى نهاية اليوم.
طلب الفلاح من الحية أن تخرج من جيبه لأنه عائد إلى بيته، لكن الحية رفضت الخروج وقالت: لابد أن ألدغك.
فقال لها الفلاح : وهل هذا جزاء الإحسان؟ لقد ساعدتك ومنحتك الدفء، كي لا تموتي من البرد، هيا أخرجي واذهبي في سبيلك.
قالت الحية : لا .. لن أخرج قبل أن ألدغك.
قال الفلاح : دعينا نحتكم إلى ثوري، فإذا قال إن عليك أن تلدغيني فألدغيني، وإن قال غير ذلك فاخرجي من جيبي.
وافقت الحية على كلامه وذهبا إلى الثور.
قال الفلاح للثور : لقد وجدت هذه الحية وكانت ترتجف من البرد فخشيت أ ن تموت فوضعتها في جيبي، ولكنها الآن ترفض الخروج وتصر على أن تلدغني، فما رأيك أيها الثور؟
فقال الثور للحية : ولماذا لم تلدغيه حتى الآن، فهذا الرجل لا يرحمني وينهال علي بالضرب في كل مكان، ماذا تنتظرين، هيا ألدغيه.
فقالت الحية للفلاح : هل سمعت ما قاله الثور، لا بد أن ألدغك.
قال الفلاح : لا … لنحتكم إلى الحمار.
فوافقت الحية.
ذهبا إلى الحمار وقال له الفلاح : يا حماري لقد كنت ذاهباً لإطعام ثوري فوجدت هذه الحية التي كانت ترتجف من البرد فأدفأتها بأن وضعتها في جيبي ولكنها الآن ترفض الخروج إلا بعد لدغي، فما رأيك؟
قال الحمار للحية : أرجوك أن تلدغيه، فلقد عذبني هذا الرجل كثيراً، ووضع الأثقال على ظهري بلا رحمة وأوسعني ضرباً، ولم يرحم كبري وشيخوختي!!
فقالت الحية للفلاح : هل سمعت ما قاله الحمار، لابد أن ألدغك.
لكن الفلاح قال: لا … لنحتكم إلى الثعلب.
فذهبا إلى الثعلب وقال له الفلاح : أيها الثعلب لقد كنت ذاهبا ً لإطعام ثوري، فوجدت هذه الحية ترتجف من البرد فأدفأتها بأن وضعتها في جيبي ولكنها الآن ترفض الخروج إلا بعد لدغي، وذهبت لاحتكم إلى الثور فطلب من الحية أن تلدغني، وذهبت أحتكم إلى الحمار فطلب منها أيضاً أن تلدغني، فما رأيك أنت؟
قال الثعلب: أنا لا أحكم على أشياء لم أرها، ولكنني سأحكم بما هو ظاهر، فإذا أردتما أن أحكم بينكما فلتخرج أولاً لاستمع إلى حكايتها.
فوافقت الحية وخرجت من جيب الفلاح، فقال الثعلب للفلاح : أضرب رأسها بالفأس.
فقتل الفلاح الحية وقال للثعلب شاكراً : لابد أن أكافئك على صنيعك هذا، يمكنك أن تدخل مزرعتي وتأكل ما تشاء.
فصدقه الثعلب وذهب إلى المزرعة، ولكنه وجد نفسه محاصراً بمجموعة من الكلاب تحاول نهش جسمه فهرب الثعلب نادماً على مساعدته للفلاح المخادع.