يراقب الناس في ولاية جعلان بني بو حسن رؤية هلال عيد الفطر المبارك للاستبشار بدخول العيد أو أنهم يكملون ثلاثون يوماً من شهر رمضان في حالة عدم رؤيتهم للهلال، وأي كان، فان الشاهد في الموضوع انه كان في القديم تطلق ثلاث مدافع في حالة رؤية الهلال بالإضافة إلى البنادق استبشارا بقدوم العيد وهذه المدافع التي تطلق هي كالتالـي:-
– مدفع بنات مسلم في منطقة المنجرد
– مدفع في حارة أولاد سيف بمنطقة حدراء
– مدفع في منطقة الخويسة

وفي فترة لاحقة تغيّر الوضع فأصبح يطلق مدفع الوالي فقط من حصن الولاية في منطقة المحيول في ثلاث أوقات مختلفة:
– الطلقة الأولى بعد وصول النبأ برؤية الهلال يأمر الوالي بإطلاق المدفع.
– الطلقة الثانية في الصباح الباكر قبل خروج الوالي من الحصن وذلك إيذانا للناس بموعد الصلاة، فكان يذهب الوالي والقاضي وعامة الناس للصلاة في مصلي العيد بمنطقة المنجرد مهللين مكبرين. ( علماً بان هناك أربع مصليات أخرى في مناطق حدراء وحصن المشايخ والسيح الشرقي وفلج المشايخ )
فكان الناس يتجمعون عند أحد الأفلاج فيتوضؤا للصلاة ويتقدمهم أحد العلماء فيكبروا أثناء ذهابهم لمصلى العيد الذي يكون في العادة بعيد عن المناطق السكنية ويكون مفتوحا.
– الطلقة الثالثة بعد رجوع الوالي وكافة الناس إلى الحصن وقد فرغوا من الصلاة وذلك بأنه عندما يتم الانتهاء من تأدية الصلاة يتقدم الوالي والقاضي والناس من خلفهم يرددون الأهازيج الشعبية فرحة بالعيد إلى أن يصلوا إلى الحصن فيطلق المدفع بقدومهم.
ففي اليوم الأول كان الوالي يجلس في برزته وبصحبته القاضي والمشايخ والأعيان فيأتي الناس من أهل قريتي المنجرد والمحيول للسلام عليهم وتناول القهوة والحلوى العمانية معهم، وفي إطار الاحتفال بهذا اليوم يمارس فن الرزحة ويتم تنظيم سباق للخيل (ركض عرضه) بميدان بنات حماد. و في اليوم الثاني يصبّح أهل منطقة حدراء للسلام على الوالي في الحصن ومن ثم زيارة أهل المحيول والمنجرد في منازلهم، ويتم تنظيم سباق للخيل على شرفهم مرة أخرى، وتقام خلال ذلك الرقصات الشعبية (الرزحه والعازي). أما اليوم الثالث فيذهب أهل منطقتي المنجرد والمحيول إلى منطقة حدراء للسلام على أهلها و تناول القهوة والحلوى العمانية معهم.
ومناسبة عيد الفطر المبارك ينتظرها الصغار والكبار حيث الفرحة والسعادة وارتداء الأزياء التقليدية الجديدة والزيارات العائلية ولقاءات الناس وتجمّعهم رجالا ونساء صغارا وكبارا خصوصا في حلقات العيد التي تجرى بالقرب من مصلى العيد والتي يطلق عليها بالمصطلح المحلي ” الخطبة ” وهي عبارة عن سوق مصغر ومفتوح تباع فيه المواد الغذائية والألعاب يرتاده بصفة خاصة الأطفال بعد تلقيهم من أهليهم وأقاربهم مبالغ مالية تسمى العيدية. علما بأنه قبل ذهاب الناس للصلاة فإنهم يتناولون وجبــة “العرسية ” وهي عبارة عن أرز مهروس باللحم.
فعندما يهل الهلال بالليل يقوم الناس بتوزيع فطرة الأبدان على الفقراء والمحتاجين والمساكين والتي يكون وزنها صاعا واحدا وعددها بعدد أفراد الأسرة، كما يقومون بذبح الذبائح والتي تكون عادة صغيرة السن، ويقوم الأبناء الذين يسكنون بعائلاتهم في بيوت منفصلة بالتجمع في المنزل الكبير الذي يقطنه والدهم أو أكبر إخوانهم فيتجمع الصغير والكبير في بيت واحد خلال فترة العيد.
وفي تمام الساعة الثالثة والنصف فجرا يتم البدء بإعداد وجبة ” العرسية ” بالذبيحة التي ذبحت ليلا والمشار إليها عاليا، حيث يطهى اللحم والأرز ويجهز في الساعة الخامسة ويهرس ويوزع في صحون للأكل، فالرجال يتجمعون حول صحن خاص بهم والنساء أيضا والأطفال كذلك، ثم يتلبس الجميع الملابس الجديدة وتطيبوا ويتزينوا فالرجال يذهبون للصلاة والأطفال يذهبون ” للهبطة ” برفقتهم بعض النساء.
عندما يعود الجميع من الصلاة تبدأ الزيارات العائلية بين الناس وبين الجيران والأقارب والأصدقاء وتعم المحبة والسعادة كافة الناس.
وهذه الاحتفاليات تنطبق أيضا على عيد الأضحى السعيد الذي تميزه تنفيذ الناس لآكلة تقليدية مشهورة ومتوارثة منذ القدم تسمى ” المضبي ” التي يتم إعدادها بطريقة غريبة حيث استخدام الأحجار الساخنة في طهي شرائح اللحم البلدي، والصائم لا يأكل إلا بعد تأدية صلاة العيد بعكس عيد الفطر، وبعد تأدية الصلاة يهب كل الناس لذبح الأضاحي في البيوت وفي بساتين النخيل وعادة ما تكون هذه الأضاحي من الماعز والأبقار والجمال وتقسم لحومها عدة أقسام منها للفقراء والمحتاجين والمساكين ومنها لتنفيذ أكلة ” المضبي ” ومنها لتنفيذ أكلة ” المكشود ” ومنها يملح ويستخدم لاحقا، وهكذا يقضي الناس كامل اليوم في إعداد وتجهيز اللحم، وفي اليومين اللذين يليان هذا اليوم تتم الزيارات وإقامة الأفراح والأهازيج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– إعداد / جهة
الإشراف على الموقع