نظام الري نهارا

يعتمد نظام الري هنا على المزولة الشمسية والآثار أو العلامات الموضحة أدناه ( أنظر تعريف المزولة وتعريف الآثار في حقل التعريفات) ويهدف استخدام المزولة لتحديد مواقيت الري ولتنظيم تقسيم حصص الماء على أصحاب البساتين وفق ما يمتلكه كل منهم، علما بأن لكل فلج سجل خاص تقيد به كافة الأملاك وتقسيماتها، فلا يمكن لأي مزارع أن يدّعي بأن لبستانه حصة من الماء أكبر من الحصة المحددة له والتي يمتلكها، ولا يدّعي بأن موعد ري بستانه في غير الموعد المحدد له أصلا، بالتالي فإن المزولة أداة تنظيم علمية تعتمد على هندسة فريده ورائعة لا يعرف أسرارها سوى المختصين من المزارعين.


أثنين من المزارعين يتأكدون من مواعيد ري بساتينهم من خلال
ظل المزولة الشمسية الذي يعبر الخطوط التي تسمى الآثار

 

فمن المعلوم أن اليوم يتكون من 24 ساعة مقسمة 12 ساعة في النهار و12 ساعة في الليل في حالة تساويهما، والمزولة الشمسية تستخدم لساعات النهار فقط حيث ترسم على جانبيها خطوط طولية بينها مسافات متباينة يطلق عليها بالمصطلح المحلي “آثار” مقسمة 12 خط في أتجاه الشرق و12 خط في أتجاه الغرب، بين الخط والآخر مدة زمنية متساوية تقدّر بنصف ساعة تقريبا يقطعها ظل الشمس بينهما.

وطريقة استخدام المزولة الشمسية تعتمد على مراقبة ظل الشمس، حيث البدء مع طلوع الشمس، فعندما تشرق الشمس يتحول ظل العمود إلى جهة الغرب إلى أقصى مدى حيث آخر خط أو “أثر” وكلما أرتفعت الشمس تراجع الظل إلى الخط الذي يسبق الخط الأخير وتقدر الفترة الزمنية للتراجع من خط إلى آخر بنصف ساعة ( تقل عن ذلك في الشتاء وتزيد قليلا في فصل الصيف ) وهكذا يتراجع الظل بإرتفاع الشمس إلى أن تصل إلى كبد السماء عندها يكون الظل عموديا حيث منتصف النهار وأنتصاب العمود، وبذلك يكون الظل قد تراجع من الخط الأخير إلى منتصف النهار وقطع 12 خطا في فترة زمنية تقدر بـ 6 ساعات. ثم تبدأ العملية بشكل عكسي حيث أن الشمس تميل بأتجاه الغرب وظل العمود يميل بأتجاه الشرق ويقطع 12 خطا في ظرف 6 ساعات أيضا. علما بأن اختلاف المسافات بين كل خط وآخر يحددها سرعة الظل، ففي الساعات الأولى من الصباح الباكر يتحرك الظل سريعا بالتالي تكون المسافة بين كل خط وآخر شاسعة تتعدى ثلاثة أمتار بعكس عندما يكون الظل في الساعة الحادية عشرة مثلا فهناك تجد أن المسافة بين الخط والآخر تكون شبرا أو أكثر قليلا أو أقل قليلا، فهنا تتضح براعة المهندس العماني ودقته، فلكم أن تتخيلوا الدقة المتناهية في إختلاف المقاسات بين كل خط وآخر إعتمادا على حركة الظل، والفترة الزمنية بين كل منها ثابتة لا تتغير وهي نصف ساعة، إنها قدرة الله في خلقه.

مثال لكيفية مواقيت الري بواسطة المزولة الشمسية :-

 فلج المحيول به 29 بادة هي ( العرافة ، الخناجرة ، الملاسدة ، الوقف ، النثاره ، مغيسر ، أولاد خميس ، ….. إلخ ) وكل بادة فترتها الزمنية تقدر بـ 12 ساعة في اليوم سواء أكان موعد دخولها ليلا أو نهارا.

       

– سالم مزارع يمتلك بستان أسمه ” الرّيان ” ، ويمتلك حصه لري بستانه من بادة العرافة وقدرها ثلاث آثار هي ( أثر الصبحية ، أثرين الصبحيات ، ثلاث آثار الصبحيات ) بمقدار ساعة ونصف أي أن لكل أثر نصف ساعة تقريبا.

 

– صالح مزارع يمتلك بستان اسمه ” النعيم” ويمتلك حصه لري بستانه من بادة الخناجرة قدرها أثر واحده فقط بمقدار نصف ساعة تقريبا.

 

– ناصر أيضا مزارع ويمتلك بستان أسمه ” الروضه ” ويمتلك حصة لري بستانه من بادة الملاسدة وقدرها أثرين فقط هما ( شرقي النمر بأثر ، وشرقي النمر بأثرين ) بمقدار ساعة أي أن لكل أثر نصف ساعة تقريبا.

 

كيفية التقسيم

 أ- يروي سالم بستانه عندما تدخل بادة العرافة مع طلوع الشمس في الوقت المحدد لدخولها، فيذهب أولا ليرى ظل المزولة الشمسية، فإذا لاحظ أن الظل وصل إلى الخط أو الأثر الذي يسمى أثر الصبحية ينطلق مسرعا إلى القناة الرئيسية للفلج والتي تمر بقرب بستانه فيغلق المجرى الرئيسي للفلج ويفتح فرع لبستانه ليرتوي ، ولا يغلق هذا الفرع إلا عندما يلاحظ أن ظل الشمس زاول عن الخط الذي يشير إلى أثر الصبحية وتجاوز الخط الذي يشير إلى أثرين الصبحيات ووصل إلى الخط الذي يشير إلى ثلاث آثار الصبحيات ، فيذهب مسرعا لإغلاق الفرع وفتح مجرى القناة الرئيسية ، وبذلك يكون قد روى بستانه حسب الحصة التي يمتلكها وهي ثلاث آثار كل أثر بنصف ساعة تقريبا أي ساعة ونصف .

 

ب- يروي صالح بستانه عندما تدخل بادة الخناجرة التي تلي بادة العرافة ولكن بنظام الري ليلا لأن حصته من الماء جاءت في البادة التي دخلت ليلا مع غروب الشمس، وهذا النظام يعتمد على تحديد الفترة الزمنية بين كل أثر وآخر بواسطة النجوم قديما وبالساعة اليدوية حديثا.

 

ج- يروي ناصر بستانه عندما تدخل بادة الملاسدة مع طلوع شمس اليوم الثاني عندما تنتهي بادة الخناجرة ، ويقوم بنفس الطريقة التي روى بها سالم بستانه ، ولكن مع إختلاف الحصة التي يملكها والتي تقدر بأثرين فقط أي ساعة واحدة .

 

علما بأن لكل فلج مواقيت تحدد لكل بادة منها تختلف عن مواقيت بادات الأفلاج الأخرى ، حيث يمكن أن تكون الفترة الزمنية للبادة في فلج معين بـ 12 ساعة وفي فلج آخر بـ 24 ساعة وفي فلج آخر بـ 36 ساعة وتسمى بادة ونصف، أو حتى على مستوى الفلج الواحد يمكن أن تختلف كل بادة عن الأخرى في الفترة الزمنية المحددة لكل منها.

 

شكل توضيحي للمزولة الشمسية والآثار

    طلوع الشمس … هنا يبدأ ري النهار

– أثر العصري…………آخر علامه يأتي إليها الظل قبل غروب الشمس

– أثرين العصريات

– ثلاث آثار العصريات


– أربعة آثار العصريات


– خمسة آثار العصريات


– ربع العصري


– شرق الزورة بخمسة آثار


– شرق الزورة باربعة آثار


– شرق الزورة بثلاثة آثار


– شرق الزورة بأثرين


– شرق الزورة بأثر


 ———————————————– المزولة الشمسية ( النمر ) ….. نصف النهار


– غرب الزورة بأثر


– غرب الزورة بأثرين


– غرب الزورة بثلاثة آثار


– غرب الزورة بأربعة آثار


– غرب الزورة بخمسة آثار


– ربع الصبحي


– خمسة آثار الصبحيات


– أربعة آثار الصبحيات


– ثلاثة آثار الصبحيات


– أثرين الصبحيات


– أثر الصبحية ………. أول علامه يأتي عليها الظل عند طلوع الشمس

غروب الشمس … هنا ينتهي ري النهار

 

شاهد أيضاً

تعريف مصطلحات الأفلاج وأنظمة ريها

تعريف مصطلحات الأفلاج وأنظمة ريها   أولا: تعريفات الأفلاج   الفلج: هو قناة محفورة في باطن …

اترك تعليقاً