دون سابق ميعــاد ( ناصر المسروري)

وبينما كنت أمضي في حال سبيلي … رأيتك فترجل إحساسي … اجتاحني ذهول الموعد والموقف والصدفة لم يكن بالحسبان رؤاك … أقترب منك بخوف … رغم أنك تقتربين بلهفة … تلعثم اللسان … لم يفارقني أردد كلمتين وأنا مقبل تجاهك … ليتني لم أراك ويا ليتك لم تأتين … كأنه عصفور يحتضر… الكيان مرتبك … واقع لا مفر منه … علها صدفة خير من ألف ميعاد … أحدث نفسي وينتابني قلق الشعور … والشك يداهمني كي يحذرني من الرضوخ … فلعلها مكيدة أقدار … لذا وقفت أمامك مبهوتا … مندهشا … متسمرا …

هناك عدة علامات مرسومة بوجهي منها الحيرة والخوف … من مصير قد يؤدي بي إلى مجهول لا أعلم عنه شيء.

وشريط ذكراك القديم يسرد لحاضري وأوقاتي ماضيك السالف على مخيلتي … تذكرت شقاءك الممزوج بحرمانه … وسعادتك المغموسـة بأحزانك… رأيت نفسي في شريطك فضوليا … بعد أن تفتحـت عيناي على شمس الحقيقـة … كأنني مجردا من الإحساس فعاتبت نفسي … لعلك تنادينني … لكنني كنت معك كفيف القلـب …

نظرات عيناك هذه تترجم حقيقـة ما تضمره نفسك لكن الزمان يرفض … فلقد ترك غلاف قلبك هشا رغم صلابة قلبي … ويداك هذه تحاول توطيد ود رغم حراشتها … أحسست بلهفتك وشوقك… هل غدر بك الوقت … نظرت إليك أخيرا بعمق أتمعن ملامحك … فهل هي أنتي تلك المعهودة.

أيقضني صوتك من سبات ذكراك بسؤالك ماذا بك؟ تتساءلين بكل غرابة ماذا حل بك …؟ استحقرتك عذرا فتركتك حائرة مندهشة متسمرة ورحلت دون جواب لك … لا تلومينني فلسـت أنا ذلك الذي عهدتيـه … فلعل الموقف يكشف لك سـر الحيـاة والحيرة والغمـوض.

ناصر بن حمد بن مالك المسروري 

شاهد أيضاً

فـراغٌ بلا نقـط ( نبهان الحنشي )

  ((قبل أن ننزف من الأرق الفراغ..يا منافينا: لنا موت نما فينا لنا وطن ينادينا)) أشتم …