يفتخر الإنسان في جعلان بأبنائه ويفاخر بهم في مختلف المناسبات فتجده يعلمهم
ويربيهم منذ الصغر على معاني الشجاعة والإقدام ويكسبهم السلوكيات والأخلاق
الرفيعة ويحثهم على طلب العلم و التعليم في شتى المجالات ذكوراً وإناثاً،
فالولد يتم التدرج في تربيته وتعليمه بتدرجه في السن ، ويمكننا في هذه السياق
أن نشير إلى جانب من جوانب تنشئه الأولاد على المعاني المذكورة آنفا وفق
المعطيات التالية:-
الملبــــــــــــــس
عندما يبلغ الولد الخامسة من العمر يعتقد الأب انه آن الأوان لابنه أن يتطبع
بطبائع الرجال فيبدأ بإلباسه ملابس الرجال ( الدشداشة والإزار أسفلها – المصر)
ثم يعلم على التمنطق بحزام على وسطه، وهذا الحزام له عدة أشكال وأنواع فعندما
يمر الولد بمرحلة عمرية معينة يحدد له نوعية معينة من الأحزمة ليلبسها، ففي
الخامسة يلبس حزام من الجلد يسمى ” كيس ” به فتحات لوضع النقود، وفي السادسة
يستبدل بآخر من الفضة يسمى: حزاق “، وفي السابعة يستبدل بآخر يسمى ” محزم
معدن ” و من الثامنة وما فوق تفصل له الخنجر العمانية التي من طبيعتها أن
تخلق لدى الولد شعور بالفخر والاعتزاز وبأنه أصبح رجلاً يعتمد عليه.
آداب الطعام
للطعام آداب كثيرة يربى الولد على الالتزام بها منها :
-الاستفتاح بالتسمية والانتهاء بالحمد والشكر والثناء لله.
-الأكل مما يليه، وعدم مد اليد للأكل في أماكن متفرقة من الصحن.
-عدم إحناء الظهر أثناء تناول طعام المائدة.
-تعويده على الأكل الجماعي، أي أن جميع أفراد الأسرة يتجمعون على مائدة واحدة.
-الالتزام بمواعيد الأكل وعدم التأخر إلا بتقديم عذر مسبق .
-أثناء الطعام لا يجوز له ا لنظر إلى الآخرين الذي يجتمعون معه في نفس
المائدة لينظر كيف يأكلون بل يجب عليه توجيه النظر إلى موقع أكله إلى حين
الانتهاء من الطعام.
-عدم الضحك أثناء الأكل وتبادل الأحاديث مع الآخرين إلى حين الانتهاء من
الطعام.
-الأكل باليد اليمنى وتناول لقمة الطعام من الأرز براحة اليد يدفعها الإصبع
الأكبر عند وضعها في الفم ، مع مراعاة عدم إدخال الأصابع في الفم .
-عدم تأخير اللقمة في اليد كثيرا.
-لا يبدأ بتناول الطعام قبل الأكبر سنا.
-يجلس جلسة الرجال في عمان ، حيث يقعد على الرجل اليمنى ويرفع ركبة الرجل
اليسرى ويأكل باليد اليمنى.
-لا يجوز له ترك مائدة الطعام متضايقا قبل الانتهاء بسبب مشاحنه مع أحد إخوته
(مظاير ).
-عند تناول الطعام بحضرة أحد الضيوف لا يجوز له ترك المائدة قبل الضيف وإنما
يجب عليه الانتظار إلى حين يفرغ الضيف من طعامه وينهض قائما ، عندها يقوم
فيتبعه مباشرة ، وهذا السلوك يعتبر من أساسيات احترام الضيف حتى لا يترك
لوحده على مائدة الطعام فيحس بالحرج ويقوم منها قبل إكتفائه.
-لا يجوز له القيام من مائدة الطعام والغسيل قبل الضيف.
آداب مجالسه الكبار واستقبال الضيوف .
يعلم الأب ابنه مخالطة الرجال ، وذلك بان يأخذه في الأسفار ليتعود على حياة
السفر وكيفية تصرف الرجال ؛ ويأخذه إلى الأسواق ليشاهد كيف يسترزق الناس ،
ويأخذه إلى بيوت الأقارب والجيران لينظر كيف يعاودوا ويتعاطفوا مع بعضهم
البعض ، ويأخذه إلى مجالس الرجال وبرزة الشيوخ ليستمع إلى أحاديثهم وهمومهم
ويتعرف عن قرب على تصرفاتهم وسلوكياتهم وطرق معايشهم ، وذلك كله ليكتسب
الخبرة حتى يصبح رجلا ذو شأن في المجتمع.
وهناك بعض الآداب في هذا الشأن نرد ذكرها في الآتي:-
-احترام الكبار ومساعدتهم أينما وجدت الحاجة لذلك .
-في حضرة الناس لا يجوز له تقدم الكبار في سؤال أحد القادمين عن الأخبار و
العلوم ( المناشدة – عادة عمانية مشهورة متوارثة منذ القدم أيام القائد مالك
بن فهم وما زالت ماثلة إلى اليوم )
-في زمرة الناس وعند دخولهم لأي مكان لا يجوز له الدخول قبل الكبار والتقدم
لمصافحة الناس الحاضرين قبلهم ، ولا بد أن يصافح الكبار منهم بكلتا يديه
وتكون عينيه متجهة نحو وجوههم ، وعندما ينتهي من ذلك لا بد أن يجلس في المكان
الذي على طرف صف الأكبر منه سنا .
-استجابة أوامر الكبار والطاعة لها.
-عند تواجده في مجالس الناس أو في برزة الشيوخ لا بد له أن يجلس بطريقة
الجلسة العمانية المعروفة ، وهي القعود على إحدى الرجلين ورفع ركبة الرجل
الثانية.
أيضا يعلم الولد على حسن استقبال الضيوف، ويعلم انه في حالة تصادفه مع احد
الغرباء داخل القرية تقديم الدعوة له للاستضافة وإحاطته بواجب الضيافة
وملازمته إلى حين رحيله. ويعلم أنه في أثناء تناول الضيوف للفوالة لا بد له
من أن يمسك وعاء الغسل أو القهوة وأن يجلس في طرف المجلس وعلى مسافة بعيدة
نوعا ما عن الضيوف حتى يستطيعوا الأكل بكل راحة بعيدا عن الحرج، وعندما
يفرغوا من الأكل يهب واقفا ويقدم لهم وعاء الغسل بكلتا يديه مع إحناء ظهره،
ومن ثم يصب لهم القهوة التي يمسك فنجانها باليد اليمنى ودلتها باليد اليسرى
وأيضا يحنى ظهره قليلا في ذلك احتراما وتواضعا للضيوف. ( علما بأن الأب يدرب
ابنه سابقا عمليا بطريقة مسك وعاء الغسل ودلة القهوة والفناجين وتقديم واجب
الضيافة للزوار )
معاني الشجاعة والإقدام
يربى الولد منذ صغره على الخشونة والصلابة بإكسابه طباع الرجال، ويعوّد على
الجلد والصبر والقدرة على الدفاع عن النفس، ويتبع الأب في ذلك مع ابنه عدة
نهج وسلوكيات نورد بعضاً منها:
-يعوّد منذ الصغر على تمنطق الخنجر العمانية، والتدريب على المبارزة بالسيف
واستخدام البندقية ( تستغل مناسبات إقامة فن الرزحة العمانية في تدريب
الأولاد على الأشياء المذكورة آنفا )
-لا يسمح له بالخروج لوحده من البيت دون حمل السلاح أو العصا .
-يتم إشراكه في مسابقات الرماية التي ينظمها أهل القرية . ( تسمى مسابقات رمي
الشبح )
-يتم أخذه في رحلات القنص وتدريبه على صيد الحيوانات البرية والطيور.
-يدرّب على سرعة الاستجابة وحضور البديهة ، وذلك مثلا بان يرى الأب ابنه في
غفلة فيصرخ عليه بأعلى صوته يا فلان فيرد الابن كذلك بأعلى صوته بكلمة نعم ،
فيطمئن الأب على ابنه بأنه حاضر البديهة وان غفا.
-يستخدم الأب عند المناداة على ابنه ألقاب تدل على القوه والرجولة، منها مثلا
بأن يناديه بالألقاب التالية ” يا أسد… يا النشمي … يا الصقعون.
-يطلب الأب من ابنه عندما يكون صغيراً وعلى سبيل المزاح بان يقفز عالياً أو
يفّتح عينيه بقوة بان يقول له باللهجة المحلية (دحّر عينك) بعدها يثني عليه
فيحس الولد بالفخر، وهذه وان كانت كلمات بسيطة ولكن لها معاني كبيرة تعوّد
الطفل على الصلابة.
-أصحاب الخيول يدربون أبناءهم منذ الصغر على الفروسية وآدابها.
-أصحاب الجمال يدربون أبناءهم على معرفة أنواع الجمال وسلالاتها ونوعية خفها
ونوع الوسيمة ” العلامة التي يميّز بها جماله عن الآخرين ”
العلم والتعليــــــــم
أول ما يعلم الولد عندما يصل إلى سن السابعة الصلاة والالتزام بأوقاتها
وآدابها في جماعه، ويرسل إلى مدرسي العلوم الدينية لتعلم القرءان وعلومه
وتعلم والكتابة والحساب والتجارة وإعداد المراسلات… و غيرها.
كما انه إذا لاحظ الأب على ابنه النبوغ والرغبة الشديدة في التعلم يأخذه
لملازمة العلماء في الولاية أو في غير ها من الولايات… و كثيرا من أهالي
جعلان أرسلوا أبنائهم إلى نزوى لطلب العلم من شيوخها.
العمل:-
إذا كان الأب ذو حرفه معينه فانه يرغّب ابنه على اكتسابها منه، وذلك بان
يدخله في جوها بإناطته له أعمال المساعدة، فصاحب التجارة يأخذ أبنه إلى السوق
، وصاحب الفلاحة يأخذ ابنه إلى البستان، وصاحب الصياغة يأخذ ابنه إلى الورشة
وهكذا.
كما أن البنت يتم تربيتها و تعليمها بمثل النمط الذي يربى به الولد و يعلم
ولكن في نطاق ممارساتها المعيشية المحددة، فهي تلازم أمها في البيت وتساعدها
في أعمالها وتتعلم الخياطة والطبخ وتربية الماشية، ويتم إرسالها إلى الكتّاب
لتعلم القرآن الكريم وعلومه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– إعداد / جهة الإشراف على الموقع
شاهد أيضاً
ختــــــــان الأولاد
ختان الأولاد وهم لا يزالون في مقتبل أول سنوات العمر سنة إسلامية واجبه و عادة …