برج الغيل ( خويسه )

يقع هذا البرج في المنطقة الجنوبية من الولاية إلى شرق منطقة الخويسة ، ويطل على حافة وادي البطحاء ، بنته قبائل بني بوحسن حوالي عام 1950 م على يد أستاذ البناء المشهور سالم بن حمد ولد هندي الحارثي . ويقال بأن البرج القديم أندثر تماما لأنه يقع في مجرى الوادي فعندما أرادوا ترميمه بعد تعرضه للماء أقترح أحد الأهالي بأن ينقل بناءه إلى الموقع الحالي . وكان الغرض من إنشاءه تأمين الجانب الدفاعي للولاية في هذه المنطقة ولتوفير الحماية والمراقبة لبساتين النخيل القريبة .

  وهو عبارة عن بناء برجي مستدير أو أسطواني الشكل مسلوب البدن أي أن قطر قاعدة البرج أكبر من القمة ( برج مستدق إلى أعلى ). بنى هذا البرج على مصطبة حجرية مستديرة تحيط بقاعدة البرج لتشكل بذلك جزءا لا يتجزأ من بناء البرج . يبلغ ارتفاع هذه المصطبة حوالي 1.50 م عن سطح الارض في حين ارتفاع البرج بأكملة يبلغ حوالـــي 14م .

يتكون هذا البرج من اربع طوابق ، الطابق الارضي مردوما للمنتصف ( لقد تأكدنا من هذه المعلومة من خلال الإستفسار من المعماري الذي بنى البرج بنفسه عند زيارتنا له في منزله ) .  يفصل بين كل طابق والطابق الذي يليه سقف عبارة عن مجموعة من القوالب الحجرية ذات الشكل المستطيل والتي صفت بشكل دائري يتناسب مع هيئة البرج المستديره ويفصل بين كل قالب حجري والذي يليه مزغل أو مرمي ذو شكل سهمي أو شكل حرف (v) ويبدو انها موجودة على مستوى قريب من ارضية الطابق بشكل مائل تدخل منه ماسورة البندقية إلى الاسفل مباشرة ، ويبلغ عدد هذه المرامي 15 في الطابق الثاني و15 في الطابق الثالث في حين أن الطابق الرابع يتضمن ما عدده 12 فتحة .

الطابق الاخير من البرج يمثل السطح الذي تعلوه دروه ( سور ) بشرفات والذي ربما يتوصل إليه عن طريق مرقاه عبارة عن اوتاد خشبية مثبتة في جدار الطابق الثالث من الداخل والتي يتم الصعود عليها إلى الأعلى من خلال فتحة في سقف الطابق الثالث ويبدو أن هذا هو الحال بالنسبة لبقية الطوابق . والطريقة التي كان يتم بها الدخول إلى مرافق البرج كانت عن طريق سلالم متحركة أو عن طريق أحجار بارزه عن جدران البرج ، وهناك شرفه بارزة عن جدار البرج بأرضيتها سقاطة لصب السوائل الحارقة في الجهة الجنوبية للبرج ذات شكل مربع طول اضلاعه حوالي 50×50سم وقد بطنت من الاسفل ومن ثلاث جهات بألواح خشبية ، ونعتقد بأنها كانت سقاطة ومدخل للبرج في نفس الوقت .

يشتمل هذا البرج على العديد من العناصر الدفاعية والتي ذكرنا منها السقاطة والشرفات والمرامي السهمية ومتانة البناء ، كما يتضمن أيضا على مجموعة من الفتحات الدائرية التي يصل قطرها إلى حوالي 5سم ويبلغ عددها 30 في الطابق الثاني و44 في الطابق الثالث بينما بلغ عددها 30 في الطابق الاخير ، تشكل هذه الفتحات صفين غير متوازنين في الطابقين الثاني والرابع في حين انها تشكل ثلاث صفوف غير متوازية في الطابق الثالث ، وهذه الفتحات عبارة عن مرامي وجزءً منها ربما تكون خدمت غرضا زخرفيا أكثر منه حربيا أي أنها عبارة عن حليات معمارية وذلك كونها مرتفعة ارتفاعا لايتناسب مع ارتفاع قامة الشخص العادي ، كما أن عددها الكبير يدفعنا أيضا إلى الاعتقاد بأنها حليات معمارية خصوصا في الطابق الثالث .

 في الجانب الغربي وعند مستوى الطبقة الثانية توجد فتحة مستطيلة الشكل بطن اعلاها بلوح أو بلاطه حجري يبلغ طول أضلاعه حوالي 45×60سم ويتضح من خلال هذه الفتحة سمك جدران البرج والذي يصل إلى حوالي 30سم ونعتقد بأنها هي المدخل الرئيسي للبرج. كما يوجد في الجهة الشمالية الشرقية فتحة أخرى إلا أنها مربعة الشكل وصغيرة يبلغ طول أضلاعها 10×10سم ربما كانت تستخدم كمزاغل أو مرامى لإطلاق نيران المدافع .

 هذا وقد استخدم في بناء هذا البرج مواد محلية عبارة عن احجار وطوب طيني وجص وأحجار أقرب إلى البياض تستخرج من باطن الأرض بالأضافة إلى الاخشاب ومشتقاتها .