المندوس المهجـور
ما الذي أتى بك الآن ؟ وماذا أقول لك ؟!! عندما تلحين عليّ بوصف ما أقدمه لك … وفيما وصلنا إليه… ألست من الذين قد جاروا عليّ يوماً ما …؟!!
لـن أجعلك تكررين السؤال مرة أخرى … سأوضح لك ما بدر … كي لا تناوشينني مـرة أخرى … لا تلومينني فيما وصلت إليه من قساوه … إنها ويلات السنين … وأحداثها وذكرياتها المؤلمة المؤسفة … وطول الانتظار … وتقلبات الأقدار المتربصـة وتغيّر الأوقات … والخـوف والشك … وما بقي من عمر جعلني في لحظة ما … في وقفة مع ضمير مجروح … وعقلا أنهكه حيرة تلك التصرفات التي أبديتيها في ذلك الوقت … وطالبوني بالاكتفاء … نعم اكتفيت … مطالب أنا الآن بتحقيق كل هذه الترجمات وتذكري أنتي دائما … إنك ممن قد جاروا عليّ.
لا عليك أتودين أن تعلمي ما هي الأسباب … سأركن حاضري بجانب … وادعوك لزيارة ذلك الماضي الذي كنت فيه يوما ما … تعالي لتفتحي بنفسك قفل مندوسك المهجور … ذكرياتك لا زالت باقية فيـه … لعلك تدركين جزءاً من الحقيقة فأنت ومنذ زمان قاطنه عازفة هناك … لم يراودك ضميرك لحظة بزيارته … تعالي كي تري بنفسك ما أقترفـه حبك المزعوم … دعي نفسك المتعالية ترافقك … ولا تنسي أيضا بان تأتي بضميرك معك… هذا إذا كنت حقا تملكين الثقه بإقناعهم… إنني لن اقبل زيارتك إلا بهن …
حينئذ فقط سأطلق لنفسي العنان … وستشمر المشاعر عن أحاسيسها … فنفسي تملك كل الأدلة والبراهين … سيسرد لك شعري الأبيض حكاية تحوله إلى هذا اللون … ستضيفك عيناي بمشروبها المالح … وكل الأحزان المدسوسة في خلجات النفس سوف تظهر …
سيشار إليك بالبنان بأنك أنتي المتسببة في كل شيء فأنتي قد كنت العلة في ما حـدث … عقلي لا يستطيع نسيان ما أقترفتيه … وقلبي أيضا أصبح ليس باستطاعته أن يغفر لك جحودك فلقد أصبحت سـدا منيعـا عندما حاولت نفسي الطيبة مصالحتك … عيناي تطالبك باسترجاع دموعها … ومستقبلي يطالبك بالتعويض عما سرقتـه عاطفتك المصطنعة … وغدا ضميرك يناشدك بتحقيق وعودك…
أين أنتي من كل هذا ؟ لا أريد إحراجك … فدعيك هناك أينما كنت فأنتي مع الأسف ممن قد جاروا عليّ …
عندما أتذكرك الآن … وأتذكر قصتك يقشعر بدني … وينتابني شعور انتقامي مرفوض في عقلانية الوجود … فأنتي امرأة متغطرسـة… نفسك معتوهـة مريضـة … لقد ابتلاني فيك العشق… ورمتك الأقدار أمام هرم عاطفي بحت لم تحسني استغلاله … لذا فقد فاتت عليك الفرصـة … والمرء عزيزتي لا يلدغ من الجحر مرتين … ألا تعلمين بذلـك.
أعذريني … إنني أرفض أن أكون لك محطـة … تخليّ عن مناوشتي … وذلك الكلام المقتبس المسروق أصبحت نفسي تعافه … رغم رهافتها لكنها أصبحـت تدرك حقيقتك الآن …
أوا تجاهلت حضرتك أيضا صدق شعوري والإحساس الذي كان قريبا منك يوما ما …أين كنت عندما كنت في حاجة إليك …؟ أين رحل عنك الصمود عندما كنت أكابد حسرات المعاناة !!! وتلك الصرخات … صرخات استغاثتي … لماذا لم تصل إلى مسامعك ؟!؟ هل صوان حاضرك قد أحكم إغلاق أذنيك ؟
للأسف قد فاتك القطار … تأخرت كثيرا … لا تسألينني الآن … فالجواب كان ولا يزال معك… فدعيك هناك أينما كنتي … كي لا أزداد عذابا فوق عذابي … أعذريني المجاملة لا أقبلها … فأنتي ممن قد جاروا عليّ …
ناصر بن حمد بن مالك المسروري