الحارات القديمة

الإطار الجغرافي والتاريخي:-

انحصر تكوين الحارات القديمة فى المركز الرئيسى للولاية ، حيث التركز الكبير للسكان ، ومن أشهر هذه الحارات ، حارة المنجرد فى الشمال ، وحارتي المحيول والغنيمية فى الوسط ، وحارتى الصواويع والمنيجلية فى الجنوب . ونشأت هذه الحارات بالقرب من مصادر المياه وبساتين النخيل ، ولعل بعضا منها يرجع تاريخ نشأتها الى أكثر من ألف عام لإرتباط مسمياتها بأسماء الأفلاج التى تتخللها والتى بدورها كانت لتلك الفترة الزمنية تاريخاً لشقها مثل حارة المنجرد ، وهناك مثال آخر لقدم هذه الحارات يتضح فى حارة المنيجلية التى عثر فيها فى عام 1999 م على كنز من المسكوكات المعدنية التى سكت في العصور الأموية والعباسية .

 

الشكل العام للحارات والعوامل المؤثرة في تخطيطها:-

خططت الحارة بشكل هندسى منتظم وهى وحدة بنائية متكاملة المرافق ، والتكوينات المعمارية لها تضم كل المرافق العامة من سبل ودور ومساجد وشوارع وطرق وسكك ومنشآت تحصينية من قلاع وحصون وأبراج وبوابات وغيرها . وقد قسمت بطريقة منتظمة ووزعت الوحدات والمرافق العامة على مخطط الحارة كل حسب أهميته وقيمته ووضعيته ، فشبكة الطرق والسكك والشوارع تتفرع داخل الحارة وبين مرافقها وتكويناتها المعمارية ، والمنازل موزعة عليها بحيث تتواءم مع أطوالها وأحجامها.

فيلاحظ فى تخطيط الحارة أن الدور بصفة خاصة والتكوينات المعمارية الأخرى بصفة عامة جميعها متلاصقة ومتجاورة مع بعضها البعض حيث تشترك بعض البيوت بواسطة جدار واحد ( ذكر لنا أحد كبار السن من قرية المنجرد أنه قديما عندما كان يهرب تيس من أحد البيوت تجده يقطع مسافة تصل إلى كيلومتر واحد فوق السطوح دون أن ينزل على الأرض ، وهذه دلالة على تلاصق البيوت وتجاورها بحيث لا يفصل بينها فاصل ). كما تشتمل الحارة على مصادر المياه المتمثلة فى الآبار العامة والآبار الخاصة التي بداخل البيوت وذلك لتأمين حاجات الغسيل والطبخ والشرب ، بالإضافة إلى الاستعانة بمياه الأفلاج القريبة التى تجلبها النساء بواسطة أوانى فخارية مخصصة لذلك .

وجدير بالذكر أن تصميم هذه الحارات روعى فيها جميع العناصر المعمارية التى تخدم أغراضا مختلفة مثل وسائل تصريف المياه وعناصر الإضاءة والتهوية والإتصال والحركة وغيرها .

 

مواد البناء :-

استخدمت العديد من المواد البنائية التقليدية فى بناء الحارة ومرافقها وتكويناتها المعمارية المختلفة ، وغالبية هذه المواد التقليدية محلية الصنع ، شكلت وعملت من قبل أهالى المنطقة خاصة الذين يعملون فى مهن مثل مهنة صناعة الطوب اللبن والطين والآجر والجص والحصى والتبن ، بالإضافة الى المتخصصين فى أعمال النجارة والخشب والحدادين والمشرفين على البناء . وكانت هذه المواد الخام تجلب من المطقة نفسها أى أنها قريبة من الموقع مما ساعد على سهولة حملها ونقلها ورخص تكاليفها وقلة الجهد المبذول فيها ، ومن هذه المواد الخام الطين والمدر والطوب اللبن والتبن والأخشاب المتعددة من أنواع مختلفة من الأشجار مثل النخيل (الشجرة الرئيسية التى يستخدم كافة أجزائها فى البناء من جذوع وليف وكرب وجريد وخوص وزور وغير ذلك) والسدر والغاف والقرط والأمبا ” المانجو ” وغيرها من الأخشاب المتوافرة فى المنطقة .

 

المنشآت والمرافق العامة في الحارات :-
1-     المنشآت الدينية ( مساجد الفروض الخمسة – المسجد الجامع – مصلى العيد والمقبرة اللذان يقعان خارج الحارة – مدارس تعليم القرآن الكريم ).
2-    المنشآت المدنية العامة ( السبل – الدكك التى يجلس عليها الناس – المنشآت التجارية – المنشآت الصناعية – المنشآت المائية – المنشآت السكنية الخاصة ) .
3-     المنشآت التحصينية ( السور الذى أغلب أجزاءه من الجدران الخلفية للبيوت – الأبراج – القلاع –الحصون– البوابات )
4-    شبكة الطرق والشوارع والسكك .