استخدامات الفحم النباتي في منطقة جعلان.

يعتبر الفحم النباتي من مصادر الوقود القديمة في عمان، ومن هذا نجد أنه يدخل في العديد من المجالات الحياتية اليومية قديما وحديثا، وله استخدامات كثيرة لا تحصى.

      ويدخل الفحم النباتي في كثير من الاستخدامات في منطقة جعلان نورد منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:  

1-  التدفئـة:  حيث أنه يوفر التدفئة في أوقات الشتاء والبرد القارص للتجمعات السكنية الحضرية والبدوية،  ومن ضمن استعمالاته في هذا الغرض: 

أ-    استخدام أفراد الحراسة المرابطين في الأبراج الفحم النباتي للتدفئة في موسم الشتاء أوقات الحروب.

ب- استخدامه للتدفئة في السفن التجارية ومراكب الصيد أثناء الرحلات البحرية.

2-    العلاج:

أ-    استخدامه في عمليات الكي والوسم ( فالطبيب الشعبي يضع أدوات الكي في الجمر قبل البدء في عمليات الوسم للمصابين بالأورام الخبيثة والشلل والتراخوما وغيرها من الأمراض. 

ب- يوضع الجمر في كانون داخل غرفة المريض بالشلل أو غيره من الأمراض لتدفئته وتأمين الحرارة المناسبة له.

3-    الصناعات المعدنية:

         يستخدم الصاغة والحدادين الفحم النباتي بصفة مستمرة لتطويع المعادن التي نذكر منها: 

أ- صناعة السيوف والخناجر والحلي الذهبية والفضة، وصناعة المسامير الحديدية التي تستخدم في صناعة السفن العمانية. 

ب- يستخدم الجمر لتذويب الرصاص والذهب والفضة والحديد. 

ج-  لتصليح البنادق ( حيث أنه تتم معالجة القطع في البنادق عن طريق تعريضها لجمر الفحم النباتي ومن ثم تشكيلها مرة ثانية وتصليح العطل).

4-         أغراض الطهــي:

 ويتمثل استخدامه في: 

أ‌-       طبخ طعام الأطفال، وذلك بواسطة أداة الكانون التي تشتمل على الجمر، حيث يتم وضع الطعام في إناء فخاري ( برمة ) ووضعه على الجمر الذي عادة ما تكون درجة حرارته ثابتة ومناسبة لذلك بعكس إعداد طعام الكبار الذي يحتاج إلى درجات حرارة أكبر لا يوفرها الجمر.
والكانون عبارة عن أداة تتكون من طابقين، السطح العلوي منها به ثقوب يوضع فوقه الجمر ، والسطح السفلي بدون ثقوب ولا يوضع به شيء ، ولكل من هذين الطابقين وظيفة محددة ، فالعلوي لتسخين الطعام ، والسفلي لتجميع الرماد الذي يسقط من ثقوب سطح الطابق العلوي ، والرماد يستفاد منه في استخدامه كسماد للأشجار الحمضية كالليمون والبرتقال .

ب- لتسخين السمن عند صانعي الحلوى العمانية ( تعذيب الدهن )، فكل من يعمل في صناعة الحلوى العمانية لابد له من استخدام الفحم النباتي في تذويــب الدهون، حيث أن هذه الدهون إذا عرضت للنار مباشرة تغلي بسرعة وتتلف، أما الجمر فحرارته ثابتة ومناسبة. 

ج- لتسخين الأطعمة الباردة، وذلك من خلال وضع الطعام في إناء فخاري ومن ثم وضع الإناء في كانون به جمر. 

د- يستخدم أهالي منطقة جعلان الفحم النباتي في عيد الأضحى، فعند إعداد أكلة المضبي التقليدية المشهورة يتطلب الأمر شواء هذه الأكلة عن طريق وضع شرائح اللحم في حفرة مفتوحة بها حصى ساخن من آثار الجمر المشتعل في أسفله.

هـ- يستخدم في تنشيط البخور، حيث لا يخلو أي بيت في عمان بأكملها منه .

5-    استخدامات أخرى منها:

أ-    يستخدم سمادا للحمضيات مثل أشجار الليمون والبرتقال.

ب- يستخدم في دباغة الجلود بوضع رماد الفحم والملح للجلد عند دباغته، وذلك لمنع الرائحة الكريهة.

ج-  يستخدم كواقي للبذور من الحشرات، وذلك عن طريق خلط رماد الفحم والملح مع البذور المخزنة.

 د-   يستخـــدم فــي صناعـــة البـــارود، وذلـــك عن طريق شجــر يسمـــى الأشخـــــر Calotropis procera، وهو نوع من الأشجار الصحراوية، ينبت بعض منها في المزارع المهجورة نتيجة انتقال بذوره في الأسمدة. فعند جفاف الأغصان تقطع وتحرق في حفر التجمير ثم يتم ردمها وتترك لمدة أربعة وعشرين ساعة تحت التربة، وبعد ذلك تؤخذ بعدما تكون فحم نباتي، ثم يفرك ويطحن هذا الفحم ويتم خلطه مع محلول يتكون من ماء عذب وشوره وكبريت ليكون منه خلطة رباعية أو خماسية، ويسخن هذا المحلول بأكمله ليعطي في الأخير بارود يستعمل كحشوة للطلقات النارية والمدافع.

 هـ- يستخدم في الكتابة والرسم، حيث أن أقلام الفحم التقليدية تحتوي على نفس الخصائص التي تحملها أقلام الرصاص، والفرق الوحيد بينهما هو أنها تحوي على رصاص من الفحم بدل الرصاص من الكرافيت.

____________________________
إعداد / جهة الإشراف على الموقع

شاهد أيضاً

العلاقة بين الفحم النباتي وصناعة النحاس القديمة في عمان

عرفت عمان تعدين النحاس وصهره منذ الألف الثالث قبل الميــــــلاد ( العصر البرونزي )، وكانت …